الثلاثاء، 10 ديسمبر 2019

من يسمع بحة المشرد


أنت لا تعلم ما قسوة أن يكون بيتك من قشٍ

وحولك غيلان الأسمنت

لا تأبه لهشاشِة صوتك

حين ينادي الشمس كل صباح

من يسمع بحة المشرد في صمم الفولاذ والأسمنت ؟

هم لم يروك ليسمعوك

هم حولك الآن

وأنت بلا حولٍ

تصهل الريح لتسقط آخر أنفاس بيتك

واستغاثات صوتك المبحوح


أنت لا تعلم ما قسوة أن تكون بلا بيتٍ

وأطفالك على كل بيتٍ تنوح

الأحد، 8 ديسمبر 2019

وحدك


موجعٌ هواكَ الذي تُراقُ فيه وحدُك

رُبَّ أغنيةٍ تمرُ فيكَ ,

تراقصُ جرحاً بطعمِ الآه

وآهٍ تراقبُ موتك

على مسرحِ لم يسدلِ الستار بعد

مشهدٌ ,كنتُ فيه وحدُك

وغبت فيه وحدُك

هل رأيتَ العابرين /

كيف ينظرون إليكَ ,في وحشةِ المشهد

ربَّما أدمعتُ عينَ الحياةِ بهم

وربَّما قال أحدهم فيك رثاءً رديء

لكنهم ذهبُوا  
      
وخلفهمْ أنتَ

وخلفهمْ .... وحدُك


الجمعة، 4 نوفمبر 2016

القابع في السرد





لماذا لم أنم ؟  تذكرت أني نسيت أن أتناول حبة المنوم , ها أنا الآن أسير الليل وحدي ,أجوب العتمة,أكتب عني ,عن ما يسكن داخل ذاكرتي المشبعة بالتفاصيل الصغيرة والكبيرة .

تُرى من أين أبدأ] ....[

 فالصعوبة في الكتابة تكمن دائماً في البداية , البداية هيا رأس الفكرة , وطريقها الممتد من العتمةِ للضوء , البداية هيا أن تمسك الخيط لتنسج ثوب الفكرة بتفاصيلها المستترة في طي كتمانها ,

لم أحب الكتابة المباشرة , الغير مخبوءة في أناقتها وسرها , لهذا أمعن في الانتباه مابين الرشفةِ والرشفة , أمشي كسلحفاة في ثواني الحروف  أدقق في إيقاع النقطة والنقطة , ولهذا دائما ما انتهى قبل انتهاء الفكرة  لأعاود التقاط الإبرة في وقتٍ آخر , وأبدأ من حيث لم أنتهي أحياناً , فالكتابة بالنسبة لي سباحة في بحرٍ ضد التيار.

 أما القراءة والتي تأخذ من وقتي ما تيسر منه , فلها شكلها المشابه في الانتباه ,إمعان واستنطاق للنبض الكامن في الحرف , شيء مرهق لكنه ممتع .

 تأثرت بنصيحة كان قد أهداها الكاتب والشاعر الفرنسي  جان جينيه , لأحد أصدقائه الناشئين ,على أن يتخلص من الغرور كلما بان رأسه, ومن كل وصولية , والرغبة بالظهور في الحياة الأدبية , ولينتبه لشيء أكثر جوهرية وصعوبة,وامتلاك تجربة أدبية خاصة لاكتساب ذاته الحقيقية . 

انتهيت الآن من عملٍ ألتقط خيطه منذ وقتٍ وغفوة , الليلة يبدو إنني صحوت منه,وبشيء من الرضا , فالمثالية في الكتابة مفقودة ,دائما ما تؤجل نقطة الانتهاء , حتى لو كان ما أعمل عليه كما يجب . 

النقد الذاتي يكمل دائرة الأرق داخلي , لا يترك الرضا يتسلل خلف خطوط أعقاب سجائري في المنفضة , ولهذا دائما ما أكون حزين جدا,بطبع من التفاصيل الصغيرة والكبيرة التي لا تغادرني, يغتالني رأسي والأرق .

إذا لابد وأن أغادر نفسي الآن , وأتناول حبة المنوم    

من يسمع بحة المشرد

أنت لا تعلم ما قسوة أن يكون بيتك من قشٍ وحولك غيلان الأسمنت لا تأبه لهشاشِة صوتك حين ينادي الشمس كل صباح من يسمع بحة المش...